
بقلم: الفنانة جيلان أحمد شكري
الفن ليس رفاهية يمكن الاستغناء عنها، بل هو أحد أهم القوى الناعمة التي تصنع وجدان الشعوب وتحدد ملامح مستقبلها. وحين نتحدث عن الدراما تحديدًا، فنحن أمام صناعة قادرة على تشكيل الهوية الثقافية، وإعادة صياغة وعي الأجيال، وصناعة صورة الوطن في عيون أبنائه والعالم أجمع.
المؤلف والسيناريست ليس مجرد كاتب للحوار أو مُعد للمشاهد، بل هو العقل المفكر وصاحب البصمة الأولى في أي عمل درامي. ومن الكلمة تبدأ الحكاية، وبقوة النص تُولد القوة الحقيقية للعمل الفني. لذلك فإن النهوض بالدراما لا ينفصل عن الارتقاء بالكتابة نفسها؛ نصًا، فكرة، ورسالة.
جيلان شكري ترى أن الفن لا بد أن يعود لدوره الأصيل: التنوير، وترسيخ القيم، ومواجهة الابتذال والإسفاف. فالدراما التي تُكتب بوعي قادرة أن تفتح أبواب الأمل، أن تُعرّي السلبيات دون تهويل، وأن تُقدم النماذج الملهمة للشباب، بدلًا من أن تسقط في فخ التقليد والسطحية.
التاريخ يشهد أن الدراما القوية رفعت وعي الشعوب، وأنتجت أجيالًا أكثر وطنيّة، وأكثر قدرة على التمييز بين الصواب والخطأ. واليوم، نحن أمام تحدٍّ جديد: أن نُعيد للفن هيبته وقيمته، وأن نؤمن أن الفن رسالة لا تقل خطورة وأهمية عن التعليم والإعلام والسياسة.
إن صناعة دراما راقية تبدأ من قلم مبدع حر ومسؤول، وتكتمل برؤية إخراجية صادقة، وإيمان المنتجين أن القيمة تبقى بينما يزول كل ما هو عابر.
وهذا ما تؤكد عليه الفنانة جيلان شكري: أن الفن لا بد أن يُعامل باعتباره “مشروع وعي” قبل أن يكون “منتجًا تجاريًا”، وأن قوة الأمة من قوة فنها، وصدق رسالتها من صدق إبداعها.



