الشارع السياسي

المشاركة في الانتخابات: صوت المواطن خط الدفاع الأول عن الدولة

المشاركة في الانتخابات: صوت المواطن خط الدفاع الأول عن الدولة
المستشار محمد عادل

بقلم : المستشار محمد عادل

المدير التنفيذي للاتحاد الاقليمي للجمعيات والمؤسسات الاهلية بالجيزة

في وقت تتسارع فيه التحديات السياسية والاقتصادية إقليميًا وعالميًا، تبرز أهمية المشاركة الشعبية في الانتخابات كأحد أهم أدوات حماية الدولة وبناء مستقبلها.
ليست الانتخابات مجرد إجراء دستوري، بل هي مساحة يعبّر فيها المواطن عن إرادته، ويؤكد فيها حضوره كشريك فعلي في صناعة القرار.

المواطن هو الركيزة الأساسية للاستقرار
منذ انطلاق مفهوم الدولة الحديثة، ظل المواطن الواعي هو حجر الأساس لأي نهضة حقيقية. فالمشاركة الانتخابية ليست فقط حقًا دستوريًا، بل واجب وطني يحمل في طياته أبعادًا تتجاوز حدود الصندوق.
إن عزوف البعض عن المشاركة، بدعوى الإحباط أو فقدان الثقة، يفتح المجال لقوى قد لا تمثل المصلحة العامة، وقد يستخدم غياب الأغلبية الواعية لتحقيق أجندات ضيقة أو مصالح فردية.

الانتخابات لا تصنعها الدولة فقط… بل يصنعها الشعب
الدولة المصرية، عبر سنوات، التزمت بتوفير بيئة تنظيمية وأمنية شفافة لكل استحقاق انتخابي، لكن التحدي الحقيقي يبدأ من وعي المواطن وإيمانه بأن صوته ليس مجرد ورقة، بل “موقف”.
موقف يحدد من يُمثل مصالحه، ومن يُشرّع له القوانين، ومن يضع خطط التنمية، ومن يتحدث باسمه في المنصات الرسمية.

أصوات الصامتين لا تُحسب… ولكن تُستغل
الخطير في الصمت الانتخابي أنه لا يُسجَّل، لكنه يُعوَّض. فمن لا يشارك، يُفتح مكانه لآخر ربما يعبّر عن توجه مغاير.
ومن يتجاهل حقه في التصويت، يمنحه تلقائيًا لمرشح قد لا يعبّر عنه.

المشاركة هي الرد الحقيقي على الشائعات وحملات الإحباط
في ظل ما تواجهه الدولة من حملات تشويه وتشكيك خارجي وداخلي، تأتي المشاركة الشعبية في الانتخابات كرسالة واضحة بأن الشعب المصري ما زال حاضرًا في المشهد، وقادر على اتخاذ القرار، ومتمسك بمسؤولياته تجاه الوطن.

المشاركة في الانتخابات ليست مجرد لحظة داخل لجنة انتخابية، بل هي فعل وطني عميق يُترجم فيه المواطن وعيه، ومسؤوليته، وانتماءه.
هي صوته الذي يعلو على الضجيج، وقراره الذي يبني به مستقبله، وموقفه الذي يصنع الفارق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى